كتب الله على كل مسلم حر التضحية في يوم عيد الأضحى، فالتضحية من أهم الشعائر التي يتم من خلالها التقرب إلى الله، وللقيام بها بشكل صحيح فهناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر في الأضحية سواء كانت بقر أو غنم، وهو ما سنتعرف عليه من خلال المقال الآن. 

شروط الأضحية من البقر

وضع الفقهاء مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر في الأضحية من البقر، وفيما يلي توضيح لتلك الشروط في المذاهب الأربعة: 

الحنفية

اشترط المذهب الحنفي أن يتجاوز عمر البقر الأضحية عن سنتين، وأن تكون خالية من أي أمراض أو عيوب، فيجب أن لا تكون الأضحية عوراء، أو عمياء، أو عجفاء، أو مهزولة، أو شديدة النحافة، رو مقطوعة الأذن، أو عرجاء، أو الهتماء، أو الجلالة التي يتم رعيها في أماكن غير نظيفة.

من الجائز  أن يشترك في أضحية البقر أكثر من شخص بحد أقصى 7 أشخاص، مع الإشارة إلى أفضلية ذبح الشاة في حالة كان مقدار اللحم فيه متساوي مع مقدار السُبع من البقرة. 

الشافعية

اشترط الشافعية تجاوز عمر البقر للسنتين، أي أن تكون بدأت في العام الثالث لها، وأن تكون خالية من أي مرض أو عيب قد يتسبب في نقص من لحمها، وذلك بالاستدلال من قول البراء بن عازب رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أربع لا تجزئ في الأضاحي، العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والكسيرة التي لا تنقي قال: فإني أكره أن يكون نقص في الأذن، قال: فما كرهت منه، فدعه، ولا تحرمه على أحد”. 

الحنابلة والمالكية

لم يختلف رأي الحنابلة والمالكية كثيرًا عن ما سبق، فقد كان أول الشروط تجاوز عمر البقر العامين، والشرط الآخر أن تكون خالية من العيوب، وأخيرًا أن لا يزيد عدد المشتركين فيها عن 7 أشخاص. 

شروط الأضحية من الغنم

فيما يلي نتعرف على أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في الأضحية من الغنم، وهي كالآتي: 

أن تكون الأضحية في سن معتبرة

والغنم هنا المقصود بها المعز والضأن، وفي حالة الضأن فمن الضروري أن تكون جذعة، أي تجاوز عمرها 6 أشهر، أما في حالة المعز فمن الضروري أن تكون ثنية، أي تجاوز عمرها العام، وهو ما اتفق عليه الحنفية والحنابلة. 

أن تكون خالية من العيوب

يجب أن تكون الأضحية خالية من أي عيب يلحق بها الضرر، ويفسد من لحمها، ويقلل من قيمتها، فقد يتسبب ذلك في عدم قبولها، وهناك عيوب يمنع فيها الإجزاء بالاتفاق وهي العوراء بينة العور، والمريضة، والعرجاء، والعجفاء. 

عدم الاشتراك فيها مع أحد

اتفق جميع الفقهاء على ضرورة أن يكون المضحي بالغنم شخص واحد فقط، حيث أنه من غير الجائز اشتراك أكثر من شخص بها. 

أن تكون الأضحية ملك خاص بالمضحي

يجب أن تكون الأضحية ملك للمضحي، أو يملك إذن ذبحها من صاحبها في حالة كانت ملك لشخص غيره، فمن غير الجائز أن يضحي الشخص بما لا يملك، فلا يجوز أن تكون مسروقة، أو مغصوبة، أو تم الحصول عليها بشكل غير شرعي. 

التضحية بها في الميعاد المحدد لذلك

وقت الأضحية يبدأ في يوم عيد الأضحى عقب الانتهاء من صلاة العيد، ويمتد الوقت حتى أن تغرب شمس رابع يوم من العيد، وفي حالة تجاوز ذلك الوقت فإن ذلك يتسبب في إبطال صحتها، كما ورد عن نبي الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: “ومن ذبح قبل، فإنما هو لحم قدمه لأهله، ليس من النسك في شيءٍ”. 

بهذا ينتهي المقال حول شروط الأضحية من البقر والغنم، والذي تعرفنا من خلاله على أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في كلاهما لتكون الأضحية صحيحة ومقبولة عند الله. 

Share This