تعد الأضحية من أهم الشعائر التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فهي ذات مكانة عظيمة عند الله، وقد ظهر ذلك في اقترانها بالصلاة في أكثر من آية بالقرآن الكريم، كما أن لها ثواب وفضل عظيم يحصل عليه المضحي من الله، وسنتعرف الآن من خلال المقال على دليل الأضحية من القرآن. 

دليل الأضحية من القرآن

ورد بالقرآن الكريم العديد من الأدلة المتعلقة بالأضحية، ومن بينها سورة الكوثر{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}. 

تم تفسير السورة بواسطة القرطبي فقال أن معنى السورة هو:( أَيْ: أَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَفْرُوضَةَ عَلَيْكَ، كَذَا رَوَاهُ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ قَتَادَةُ وَعَطَاءٌ وَعِكْرِمَةُ: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ﴾ صَلَاةَ الْعِيدِ وَيَوْمَ النَّحْرِ، ﴿وَانْحَرْ﴾ نُسُكَكَ. وَقَالَ أَنَسٌ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْحَرُ ثُمَّ يُصَلِّي، فَأُمِرَ أَنْ يُصَلِّيَ ثُمَّ يَنْحَر). 

جاء دليل آخر بالقرآن الكريم في سورة الأنعام وهو{ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسلمين}، وقد فسر ذلك كلًا من ابن عباس، ومجاهد، وعطاء، والحسن، وعكرمة أن تفسير الآية هو نحر البدن ونحوها. 

دليل الأضحية من السنة

روي عن النبي عليه الصلاة والسلام العديد من الأحاديث التي تثبت قيامه بذبح الأضحية، بالإضافة إلى بعض الأحاديث الأخرى التي تناولت توضيح فضل وثواب الأضحية، وحث المسلمين عليها، وتوضيح أن تركها من الأمور المكروهة. 

وقد ثبت في السنة النبوية الفعلية قيام الرسول عليه الصلاة والسلام بذبح الأضحية بنفسه، وقد ورد في ذلك عدة أحاديث من بينها الآتي: 

  • عن عائشة رضي الله عنها أن نبي الله عليه الصلاة والسلام أمر بكبشٍ أقرن يطأ في سوادٍ ويبرك في سوادٍ وينظر في سوادٍ، فأتى به، ليضحي به، فقال لها: “يا عائشة، هلمي المذية”، ثم قال:” اشحذيها بحجر” ففعلت، ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه، ثم قال: “باسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد”، ثم ضحى به. 
  • عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال:” ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر، ووضع رجله على صفاحهما”. 
  • عن ابن عمر قال: “أقام الرسول عليه الصلاة والسلام بالمدينة عشر سنين يضحي”. 

ورد كذلك في السنة النبوية القولية عدة أحاديث توضح مشروعية الأضحية، ومن بينها الآتي: 

  • عن البراء- رضي الله عنه- أنه قال:” خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر قال:(إن أو لما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل أن يصلي فإنما هو لحم عجله لأهله، ليس من النسك في شيءٍ)، فقان خالي أبو بردة بن نيار فقال:( يا رسول الله، أنا ذبحت قبل أن أصلي وعندي جذعة خير من مسنة، قال:( اجعلها مكانها- أو قال: اذبحها- ولن تجزي جذعة عن أحدٍ بعدك). 
  • روي عن جندب بن سفيان- رضي الله عنه- أنه قال: “شهدت الأضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعد أن صلى وفرغ من صلاته سلم فإذا هو يرى لحم أضاحي قد ذبحت قبل أن يفرغ من صلاته، فقال: من كان ذبح أضحيته قبل أن يصلي- أو نصلي- فليذبح مكانها أخرى، ومن كان لم يذبح فليذبح بسم الله”. 

مما سبق من الأدلة التي وردت بالقرآن الكريم والسنة النبوية يتضح بالإضافة إلى اتفاق الجمهور من الفقهاء، يتضح لنا مشروعية الأضحية. 

بهذا ينتهي المقال عن دليل الأضحية من القرآن، والذي ورد فيه أكثر من دليل يشير إلى مشروعية الأضحية بأنها من أفضل الشعائر التي يقوم بها المسلمون. 

Share This